Happy Chinese New Year
Website counter
سجل الزوار
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************

زوار الصفحــة اليـــوم

widgeo.net

حالـة الطقس فى مصـر

أرشيف المدونة

عن المدون

صورتي
الكاتبة الأديبة الدكتورة مرفت محرم ـ عضو اتحاد كتاب مصر
شاعرة وكاتبة وأديبة صدر لها : ديوان بهجة الروح ـ وديوان مصر التى ... ـ و كتاب فى ظلال الحياة ـ وكتاب (قطرات من فيض الرسول)ـ ومجموعة قصصية (مفترق طرق) ـ ومجموعة قصصية (النفق) ـ ومشاهد وأحداث (الزلزال)ـ ومجموعة قصصية (سقط سهواً) وتحت الطبع : نبع الحب ـ خيال مصراوى (لوحات مقامية ساخرة) ـ من وحى الطبيعة(مقالات مقامية ) ـ هموم مصرية(شعر)
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخنساء بنت عمرو (شاعرة الإسلام وأم الشهداء)




Website counter






الخنساء بنت عمرو (شاعرة الإسلام وأم الشهداء)

هى تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد بن رباح السُلمية المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو ، كانت شاعرة رثاء في عصر الجاهلية ، بل أشعر النساء ؛ شهد لها بشار بن برد وقال عنها : إنها غلبت فحول الشعراء ، وقال عنها جرير إنها من أشهر الناس، .وعدها علماء اللغة والنحو مع ليلى الأخيلية ، أشعر نساء العرب ، وأكثرهن فصاحة وبلاغة .، ولقبت الخنساء بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها. ، كما لقبت أيضاً بالبقرة الوحشية، نسبة إلى عيون البقر الوحشي والتي كانت من أجمل العيون في ناظر العرب. ، أو الخنساء الظبية في إشارة إلى جمال الضباء.
وهى صحابية جليلة وشاعرة مشهورة قدمت على النبى صلى الله عليه وسلم مع قومها بنى سليم فأسلمت معهم وكان الرسول يستنشدها الشعر ويقول لها : هيه يا خناس
في عام 612، قتل هاشم ودريد ابنا حرملة ؛ أخاها معاوية. فقامت الخنساء بتحريض أخيها الأصغر صخر بالثأر لأخيه ، فاستطاع الانتقام بقتل دريد ، ولكنه توفى بعد أن أصيب ،  وقيل أن الخنساء أصيبت بالعمى ؛ من شدة بكائها وحزنها ، على موت أخيها.صخر الحبيب ـ رغم أنه غير شقيق لها ـ إلا أنه كان أحب إخوانها إلى قلبها الشفيق الرقيق ، فقد كان جوداً حليماً محبوباً بين أبناء العشيرة بوجه عام  ، وكان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون والرعاية والاهتمام ؛ ولما قتل ظلت ترثيه ، وذاع صيت مرثيتها أو بكائيتها فيه ؛ بين العرب دانيهم وقاصيه ، وأصبحت تلك المرثية ؛ الأكثر تداولا وشهرة فى العربية ، من باقي أشعارها.المنسية ؛ فانتشرت تلك المرثية فى كل مكان ، على كل لسان ، وسارت بها الركبان ؛ وتقول فى مطلعها :
أعينيّ جودا ولا تجمُدا......... ألا تبكيانِ لصخرِ النّدى ؟
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ....... ألا تبكيانِ الفَتى السيّدا؟
إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِمِ............. إلى المَجدِ مدّ إلَيهِ يَدا
فنالَ الذي فوْقَ أيديهِمِ....... من المجدِ ثمّ مضَى مُصْعِدا
يُكَلّفُهُ القَوْمُ ما عالهُمْ........... وإنْ كانَ أصغرَهم موْلِدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ......... قد سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
تَرى المجدَ يهوي الَى بيتهِ. يَرى افضلَ الكسبِ انْ يحمدَا
وَانَ ذكرَ المجدُ الفيتهُ............. تَأزّرَ بالمَجدِ ثمّ ارْتَدَى
وسبق للخنساء أن قالت فى رثاء معاوية مرثية أخرى جاء فيها :
الا لا ارى في النَّاسِ مثلَ معاويهْ.. إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللّيالي بِداهِيَهْ
بداهِيَة ٍ يَصْغَى الكِلابُ حَسيسَها.... وتخرُجُ منْ سِرّ النّجيّ عَلانِيَهْ
حتى قالت :
فأقسَمْتُ لا يَنفَكّ دمعي وعَوْلَتي... عليكَ بحزنٍ ما دعا اللهَ داعيهْ
فالخنساء زينة النساء : مع شاعريتها الرقيقة الفياضة ومرثياتها الحادة ، كانت ذات شخصية قوية جادة ، تتمتع بأخلاق عالية ، ورأى حصيف ، وصبر جميل ، وشجاعة فائقة ، وروح وثابة .... وموقفها يوم القادسية دليل وبرهان ؛ على مكونات تلك الشخصية عميقة الفكر والإيمان
موقف الخنساء يوم القادسية :
خرجت الخنساء في هذه المعركة مع المسلمين ، ومعها فلذات كبدها الأربعة أجمعين : عمرة ، عمرو ، معاوية ويزيد ، وقبل بدء القتال بقليل ، أوصتهم وصية حكيم ، فقالت فى حزم ويقين : (يا بني لقد أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم... إلى أن قالت : فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وجعلت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.)
خرج بنوها لنصحها مستوعبين ، وتقدموا يقاتلون وهم يرتجزون :
فأنشد الأول:
يا إخوتي إن العجوز الناصحه
قـد نصحتنـا إذ دعتنـا البارحه
بمقالــة ذات بيــــان واضـحــه
وإنمـا تلقـون عنــد الصائحـــه
مـن آل ساســان كلاباـً نابحــه
وأنشد الثاني:
إن العجـــوز ذات حــزم وجلــد
قــد أمرتنـــــا بالسداد والرشـد
نصيحــة منهـــا وبـرا بالولــــد
فباكروا الحرب حماة في العدد
وأنشد الثالث:
والله لا نعصي العجــوز حرفــا
نصحــا وبــرا صادقــا ولطفــــا
فبادروا الحرب الضروس زحفا
حتـى تلفــوا آل كســــرى لــفــا
وأنشد الرابع:
لســـــت لخنســـــاء ولا للأخـــــــرم
ولا لعمـــرو ذي السنـــاء الأقــــــدم
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجــم
ماض علـى الهـول خضـم حضرمـي
وعندما دارت المعركة استشهد أولادها الأربعة ـ واحداً بعد الآخر ـ ، وحينما بلغ الخنساء الرائعة ؛ خبر مقتل الأبناء الأربعة ؛ قالت وهى غير جازعة : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).
وقد فتح الله تعالى على المسلمين ، بعد معركة القادسية الفتح المبين ؛ إلا أن الخنساء عادت إلى المدينة بغير أبنائها ، وعلم عمر بن الخطاب برجوعها ، فعزاها فى مصابها ، وكان يعطيها أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض ، فرجعت هى إلى البادية ، وأقامت بقية عمرها العظيم ، بين قومها من بنى سليم ؛ بعد أن أنهكتها الأيام ، وأجهدتها الأعوام ، إلى فارقت الحياة مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه وعنها وعنهم أجمعين ..
إنها قصةٌ فَرود  لشخصية  نادرة الوجود ، لن يجود بها زماننا المعهود ، فهى رمز من رموز البطولة الحقيقية ، يستحيل على غيرها التشبه بها ؛ فلكل صبر حدود ،  فأى امرأة قوية حروض ، تلك التى تدفع بأولادها الأربعة إلى معركة حربية ، وتحفزهم على خوضها بحماس وحمية ، وتشحذ نفوسهم بقوة إيمانية ، وتستهين بالتضحية فى سبيل الدفاع عن العقيدة الإسلامية .... ثم عند استشهادهم تحمد الله وتشرف بقتلهم ، وترجو الله أن يجمعها بهم :  (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).
أى إيمان هذا يا خنساء البطولة والثبات ، وأى إخلاص لدين الله العظيم ، وأى نموذج نادر وفريد لأمهات بعن الدنيا بالدين مختارات طائعات ، إنه إيمان من نوع خاص تميزت به هذه الأرواح البارة الطاهرة ، وهذه الشخصيات العظيمة النادرة .....
رحمة الله عليكِ يا من كنتِ أهلاً للوفاء بالعهود .، رحمة الله عليكِ يا خنساء الثبات والصبر والصمود .... 

أسس هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120