Happy Chinese New Year
Website counter
سجل الزوار
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************

زوار الصفحــة اليـــوم

widgeo.net

حالـة الطقس فى مصـر

أرشيف المدونة

عن المدون

صورتي
الكاتبة الأديبة الدكتورة مرفت محرم ـ عضو اتحاد كتاب مصر
شاعرة وكاتبة وأديبة صدر لها : ديوان بهجة الروح ـ وديوان مصر التى ... ـ و كتاب فى ظلال الحياة ـ وكتاب (قطرات من فيض الرسول)ـ ومجموعة قصصية (مفترق طرق) ـ ومجموعة قصصية (النفق) ـ ومشاهد وأحداث (الزلزال)ـ ومجموعة قصصية (سقط سهواً) وتحت الطبع : نبع الحب ـ خيال مصراوى (لوحات مقامية ساخرة) ـ من وحى الطبيعة(مقالات مقامية ) ـ هموم مصرية(شعر)
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التوازن النفسى والسلوكى فى شخصية الرسول




Website counter






التوازن النفسى والسلوكى فى شخصية الرسول

إن التوازن الدقيق ، والاعتدال الحقيق بين معالم الشخصية الإنسانية ؛ لا يمكن أن تجده إلا فى الشخصية المحمدية ، شخصية خير البرية ؛ فهو الجامع للشمائل والصفات المليحة  ومحاسن الأخلاق الواضحة الصريحة ؛ فلم يُبَشر بها سواه ، من رب البرية ـ جل فى علاه ـ فى قوله الكريم  (وإنك لعلى خلق عظيم) القلم 4
إن التوازن النفسى والسلوكى يُعد بلا مراء ، من أبرز دلائل نبوته الغراء ؛ ويتمثل هذا التوازن بالذات ، فى الكم الهائل المتعادل من الصفات ؛ فلا تطغى صفة على صفة ، ولا توظف صفة محل صفة بأى حالة من الحالات ؛ ويتضح هذا جلياً فيما هو آت :
التوازن النفسى فى شخصية الرسول :
فقد كان ذو نفس سوية ، يتمتع بصفات مثالية ، يدركها من له أدنى معرفة بالسلوك النفسى وأبعاده الحقيقية ... فكان عليه الصلاة والسلام ؛ بعيد عن العبوس المنفر المثير للريبة ، وليس بضحاك ضحكاً يسقط الهيبة ، فكان ضحاكا بساماً مع أهله وأصحابه الكرام ، يمازح زوجاته ويلاطفهن ويحادثهن حديث الود والحب والحنان ، وكانت تعلو محياه الطاهر البسمة المشرقة الموحية بالإيمان ، إذا قابل بها الناس أثر قلوبهم بهاه ، فمالت نفوسهم بالكلية إليه ، وتهافتت أرواحهم عليه ..... 
وكان يمزح حقاً ، ولا يقول إلا صدقاً ، فيكون مزحه على أرواح أصحابه ألطف من يد الوالد الحانى ، على رأس ابنه الوديع الهانى ... يمازحهم فتنشط أرواحهم ، وتنشرح صدورهم ، وتنطلق أسارير وجوههم ؛ فقد (قال له أحد أصحابه ذات مرة :
ـ أريد أن تحملنى يا رسول الله على جمل ....
ـ قال : "لا أجد لك إلا ولد الناقة"
فولى الرجل فدعاه رسول الله وقال :
ـ "وهل تلد الإبل إلا النوق" !
أى أن الجمل أصلا ولد ناقة) أخرجه أحمد عن أنس بن مالك
ولم يكن حزنه والبكاء ، إلا مما يُحزن ويُبكى العقلاء ، فى غير إفراط ولا تفريط ، فلم يكن بشهيق ورفع صوت بمناحاة ، ولكن كانت فقط تدمع عيناه ، وكان بكاءه تارة رحمة لميت توفاه الله ، وتارة خوفا على أمته وشفقة ومحاباة ، ولما مات إبنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال بقلب مكلوم : "وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون"
التوازن السلوكى فى شخصية الرسول :
إن التوازن السلوكى فى شخصية الرسول الكريم ؛ جعله القدوة لكافة البشر أجمعين ، فكان للجيش المحرب الشجاع المقدام ، كما تمثلت فيه كل جوانب الحياة  على نحو ما كان عليه الصلاة والسلام : فهو الأب والقائد ، والزوج والزاهد ، ورئيس الدولة والعابد ، والصديق والقائد ، والمستشار والقاضى ، والمربى والمعلم والرسول الملهم ؛  فكان يمثل كل جوانب حياة البشر ، بخيرها دون شر ؛ الأمر الذى جعله المثل الأعلى ، والقدوة الصالحة ، والأسوة الحسنة بشكل صادق أمين ؛ للناس على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم أجمعين .... ولنشاهد معا بعض مظاهر التوازن السلوكى :
1 ـ التوازن النبوى بين القول والفعل :
إن الرسل وأتباعهم هم وحدهم الذين دعوا الإنسانية إلى الحياة بمعناها الصحيح ، ومثلوا بسلوكهم العملى هذه الذروة بشكل رائع ومدهش وصريح ،  ويتضح هذا التوازن السلوكى الرائع بصورة جلية ؛  فى حياة الرسول العملية ،
فهو المعلم الزاهد ، والعابد المجاهد ، لم يكن ينهى عن شر إلا وكان أول تارك له ، ولم يأمر بخير إلا كان أول آخذ به
 (قالت عائشة لما سئلت ـ رضى الله عنها ـ عن خلق النبى صلى الله عليه وسلم قالت :
ـ  "كان خلقه القرآن") صحيح مسلم
قال إبن كثير ـ رحمه الله ـ
ـ "معنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمرا ونهيا ، سجية له وخلقا ، فمهما أمره القرآن فعله ، ومهما نهاه عنه تركه ، وهذا ما جبله الله عليه من الخلق العظيم ، من الحياء ، والكرم ، والشجاعة ، والصفح ، والحلم ، وكل خلق جميل"
(كان يقوم من الليل حتى تنفطر قدماه فقالت عائشة :
ـ لم تصنع هذا يا رسول الله ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
قال : "أفلا أكون عبدا شكورا") رواه البخارى
وكان رسول الله يفطر من الشهر حتى تظن ألا يصوم منه شيئا ، ويصوم حتى تظن أنه لا يفطر منه
وكان عليه الصلاة والسلام لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته،ولا نائماً إلا رأيته ، وفى زهده كان يجلس على الأرض تارة ، وعلى السرير تارة ، وعلى الحصير تارة ، وكان بيته رمزاً للائتلاف ، من طين متقارب الأطراف ، دانى السقف فى واقعية تعكس رمزية العلاقة القريبة القوية بين السماء والأرض البشرية....
(قال أنس بن مالك رضى الله عنه :
ـ دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط تحت رأسه وسادة حشوها ليف دخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبى صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط فى جانبه فبكى فقال النبى عليه السلام :
ـ "ما يبكيك يا عمر ؟"
قال : ومالى لا أبكى وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال التى أرى ...
فقال :"ياعمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة" قال : بلا قال : "هو كذلك")
ومن مظاهر زهده ؛ أن رهن درعه فى ثلاثين صاعا من شعير عند يهودى
وكان من زهده ، وقلة ما فى يده ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن النار لا توقد فى بيته فى الثلاث أهلة :
(عن ابن عباس رضى الله عنه قال :"كان النبى صلى الله عليه وسلم يبيت الليالى المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاءا وكان أكثر خبزهم الشعير") رواه التزمذى وحسنه الألبانى
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول الممارسين لما نادى به ، وأول العاملين بما علمه لأمته
2 ـ الصدق النبوى فى الجد والدعابة :
إن الصدق صفة أساسية لابد أن يتمتع بها لا محالة ، صاحب الرسالة ... يكون صادقاً صدقاً مطلقا إذا "وعد أو عاهد ، أو أخبر أو بحث، أو جد أو داعب "...
تلك سمة من السمات الأساسية ، التى امتاز بها خير البرية فطابق قوله الفعل بمصداقية تامة وحقيقية  .... لذلك لا نجد فى ثنايا كلامه شيئا من الباطل بأى حال من الأحوال ، فهو صادق القول لا محال ؛ حتى  لقبوه بالصادق الأمين ؛ وهى أوضح السمات فى شخصية رسول الله ، تلك السمات جعلت أول الانطباعات فى نفس من يراه ، رسوخ تلك الصفات الواضحة الجلية بلا مواراة .....
فهو الذى جاء بالصدق من عند ربه ؛ فكلامه صدق ، وسنته صدق ، ورضاه صدق ، وغضبه صدق ، ومدخله صدق ، ومخرجه صدق ، ويقظته صدق ..... لم يعرف الكذب فى حياته ، جادا ومازحا ؛ بل حرم الكذب وذم أهله ونهى عنه ، وكان الصدق قوله ، والصدق عمله وحاله وشغله صلى الله عليه وسلم ، فلا كلمة واحدة بها يتكلم تجافى الحق ، أو يخالف ظاهرها باطنها ، بل كان صادقا حتى فى لحظاته ، ولفظاته ، وإشارات عينيه ، وهو الذى يقول لما (قال له أصحابه :
ـ ألا أشرت لنا بعينك فى قتل الأسير ؟ قال :
ـ "ما كان لنبى أن تكون له خائنة أعين" ) رواه أبو داود والنسائى
فهو الصادق الأمين فى الجاهلية قبل الإسلام والرسالة ، فكيف تكون حاله بعد الوحى والهداية ، ونزول جبريل عليه ليصبح خاتم الرسل والأنبياء ، وإكرام الله له بالاصطفاء ، والاختيار والاجتباء
3 ـ التوازن الأخلاقى فى شخصية الرسول :
كانت أبلغ وأجمع الكلمات التى وصفت أخلاق رسول الله بما يميزها من صفات : تواضعه لا يغلب حلمه ، وكرمه لا يغلب بره ، وصبره لا يغلب عفوه ؛ فهناك توازن فى كل شمائله وصفاته ، توازناً أثبتته سيرة حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ  فقد كان من أشد الناس تواضعا ، إلى الحد الذى يمكننا أن نطلق عليه بيقين  سيد المتواضعين ، المتخلق  بقول القرآن الكريم  : (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) القصص 83
وكان الحبيب ـ عليه أفضل وأتم السلام، يجيب دعوة الحر والعبد والغنى والفقير بلا توان ، ويعود المرضى فى أقصى المدينة ويدعو لهم بالشفاء ، ويقبل عذر المعتذر يتواضع للمؤمنين الرحماء ، ويقف مع العجوز ويعطف على المسكين ، ويصل البائس ويواسى المستضعفين ، ويداعب الأطفال ، ويمازح الأهل ، ويكلم الأمة ، ويواكل الناس ، ويجلس على التراب ، وينام على الثرى ، ويفترش الرمل ، ويتوسد الحصير و(لما رآه رجل ارتجف من هيبته فقال صلى الله عليه وسلم :
ـ "هون عليك فإنى لست بملك إنما أنا إبن امرأة من قريش كانت تأكل القديد") رواه إبن ماجه
وكانت دعوته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة وشفقة وإحسان ، وحرص على جمع القلوب على عبادة الواحد الديان ، وهداية الناس جميعا إلى نبع التقوى والإيمان ، مع الترفق بمن يخطىء أو يخالف الحق ، أو يخرج عن الخط  الذى اختطه الإسلام ، والإحسان إليه وتعليمه بأحسن إسلوب ، بحلم وكرم ولين وجود
كما كان صلى الله عليه وسلم أقرب الناس وأجودهم فى الإنفاق ، لم يمنع سائلاً ، فهو سيد الأجواد على الإطلاق  ؛ يعطى عطاءاً دوماً ، من لا يخشى الفقر يوماً ؛ أُعطى غنما بين جبلين فمنح مائة ناقة لكل رئيس قبيلة من العرب ؛ فسلم من منح وأعطى ووهب .....ومن كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التى هى عليه بتودد ، فأعطاه إياها دون تردد ؛ فكان لا يرد طالب حاجة ، وقد وسع الناس بره ، طعامه مبذول ، وكفه مدرار ، وصدره واسع ، وخلقه سهل ، ووجهه بسام ..... وجاءته الكنوز من الذهب والفضة فأنفقها إنفاق المحسنين ، ولم يدخر منها درهما ولا دينارا ، بل أنفقها بإيمان اليقين ، فى سبيل الله رب العالمين 
4 ـ التوازن النبوى بين الحزم واللين :
إن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، كان يغضب للحق ، بالرغم مما حباه الله من الحلم والرأفة واللين ....  إلا أنه الحلم والرأفة التى لا تجاوز الحد ، فإن أرغم فإنه يغضب للحق ويحتد ، حتى يهدم الباطل المعتد وينتهى بهذا الرد الحازم والفعل الجازم ..... وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس وأكثرهم وتؤدة وأناه ،  فلا ينتقم لنفسه من شىء إلا إذا انتهكت حرمات الله
وهو يتبع قول الحق جل فى علاه : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم ...) آل عمران 159
وقال صلى الله عليه وسلم فى أهل الجنة الذين أخبر عنهم:
ـ ("أهل الجنة ثلاثة ـ وذكر منهم ـ ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذى قربى ومسلم ") رواه مسلم
إنه اللين الذى لا يعرف الخور والختال ،  والحزم الذى به تكون الرجال :
(عن عائشة رضى الله عنها قالت :
ـ "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا ، يأنف ولا يستكبر أن يمشى مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضى له حاجته ") رواه النسائى والحاكم
إن شخصية الرسول الإنسانية ، هى التى اجتمعت فيها المبادىء الطيبة السوية ، التى استنارت بإسناد الرسالة إليه ،  فصلوات الله وسلامه عليه .... فهو أعظم إنسان عرفته البشرية ، صاحب الحوض المورود ، والمقام المحمود ، المؤيد بجبريل ، خير الخلق فى طفولته ، وأطهر المطهرين فى شبابه ، وأنجب البشرية فى كهولته ، وأزهد الناس فى حياته ، وأعدل القضاة فى قضائه ، وأشجع قائد فى جهاده ..... إختصه الله بكل خلق نجيب ، وطهره من كل دنس وعيب ، وحفظه من كل ذلل ، وأدبه فأحسن التأديب ؛ فجعله على خلق عظيم ، فلا يدانيه أحد فى كماله وعظمته ، وأمانته وزهده ، وطهره وعفته .... عليك أفضل الصلاة وأتم السلام يا رسول الله 

أسس هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120