Happy Chinese New Year
Website counter
سجل الزوار
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************

زوار الصفحــة اليـــوم

widgeo.net

حالـة الطقس فى مصـر

أرشيف المدونة

عن المدون

صورتي
الكاتبة الأديبة الدكتورة مرفت محرم ـ عضو اتحاد كتاب مصر
شاعرة وكاتبة وأديبة صدر لها : ديوان بهجة الروح ـ وديوان مصر التى ... ـ و كتاب فى ظلال الحياة ـ وكتاب (قطرات من فيض الرسول)ـ ومجموعة قصصية (مفترق طرق) ـ ومجموعة قصصية (النفق) ـ ومشاهد وأحداث (الزلزال)ـ ومجموعة قصصية (سقط سهواً) وتحت الطبع : نبع الحب ـ خيال مصراوى (لوحات مقامية ساخرة) ـ من وحى الطبيعة(مقالات مقامية ) ـ هموم مصرية(شعر)
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

سلمان الفارسى (الباحث عن الحقيقة)




Website counter






سلمان الفارسى (الباحث عن الحقيقة)

وإسمه قبل الإسلام ؛ ما به بن بوذخشان ، من ولد آب الملك ، وأصله من منطقة أصفهان ، وإسمه بعد الإسلام : أبو عبد الله ، ويعرف بسلمان الخير ، وهو مولى خاتم الأنبياء ، وصحابى من الصحابة الأجلاء الأتقياء ، جليل دخل الإسلام بعد بحث وعناء ، وتقصى عن الحقيقة بين العقائد والأديان فقد دان بالمجوسية فى فارس (بإيران) ، ولم يقتنع بها فرحل إلى الشام ، والتقى بالقساوسة والرهبان ، ولكن عقيدتهم لم تقنعه ولم تشفِ تعطشه للأيمان ، فاستمر متنقلاً حتى وصل إلى الجزيرة العربية ثم إلى المدينة ، حيث التقى بمحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ، فاستقر يقينه ، وشفى تعطشه ، وارتشف من منهل الإيمان ، قطرات أنعشت روحه ، فاستقرت رحله بحثه عن الحقيقة على شاطىء الإسلام ، بكل أمان وإيمان
وهاهو سلمان الفارسى يا قارئى الكريم ، يجتمع مع نفر من الأعراب فيسألوه عن نسبه الكريم ـ حيث يقول هذا : "أنا قرشى" وذاك يقول "أنا قيسى" وذاك يقول "أنا تميمى" فقال سلمان الفارسى :
أبى الإسلام لا أب لى سواه / إذا افتخروا بقيس أو تميم
تلك حقيقة من حقائق الإسلام التى علِمها سلمان ، وأكد عليها الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال : ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، ولا لأبيض على أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) رواه الترمذي
فالإسلام ليس دين تفاخر بالأنساب ، بل دين تقوى وجهاد واجتهاد
دور سلمان فى غزوة الخندق :
فى السنة الخامسة من الهجرة المحمدية ، خرج نفر من زعماء اليهود بسوء نية ؛ قاصدين مكة لتأليب الأحزاب والمشركين ، على الرسول الكريم والمسلمين ، متعاهدين معهم على المعاونة ، فى حرب حاسمة ، للقضاء قضاءً مبرماً على هذا الدين الجديد .
فشحذوا النفوس بالكراهية الثائرة ، ووضعوا معهم خطة حربية غادرة ؛ خلاصتها أن تهاجم قريش وعطفان المدينة من الخارج ، بينما يهاجم بنى قريظة الرسول والمسلمين من الداخل ، ليوقعوهم  بين شقيهم ، ويطحنوهم طحناً ، فإلى أين المفر حينئذ أين ؟! سيجعلوهم ـ بحسب زعمهم ـ مجرد ذكرى ، أو أثراً بعد عين . .
وفوجىء الرسول والمسلمون النُجب ، بجيش لجب ؛ يقترب من المدينة فى زئير مدمدم حاقد غضوب ، وعدة وعتاد تفوق الموجود لدى المسلمين ، وقد صور القرآن الكريم هذا المشهد أبلغ وصف فقال تعالى : (إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ) الحجرات 10
لقد رأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ، وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في هذا الأمر الصعيب ، فتقدم سلمان ، بما لديه من خبرة ومعرفة بفنون الحرب والقتال ؛ منذ كان فى فارس ـ وهو إسم له دلالة ومعان ـ ؛ فألقى من فوق هضبة عالية ، نظرة فاحصة متأنية ، على المدينة كلها ؛ فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها ، بيد أن هناك فجوة واسعة ، يستطيع الأعداء بسهولة اقتحامها ، ، فتقدم للرسول عليه الصلاة والسلام ،  باقتراح هام ؛ مفاده أن يتم حفر خندق بطريقة سليمة ، بحيث يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة ....
وبالفعل بدأ المسلمون في حفر هذا الخندق  المشار إليه ، الذي أصعق قريشاً حين أقبلت عليه ، وعجزت العجز التام عن الاقتحام ، وأرسل الله عليهم ريحاً صرصراً عاتية ، لم يستطيعوا معها الا الرحيل ، والعودة لديارهم عودة خائبة فاشلة .يقول الحق جل وعلا : (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا) الحجرات 25
لقد كان سلمان صاحب المشورة بحفر الخندق الحصين ، وصاحب الصخرة التى تفجرت منها بعض أسرار الغيب للرسول الكريم ، ومصير الخير المبشر للإسلام والمسلمين
؛ فخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتية لم يستطيعوا فلقها، فذهب سلمان إلى الرسول مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة ، فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم مع سلمان وأخذ المعول بيديه ، وسمى الله وهوى على الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجاً عالياً مضيئاً ؛فهتف الرسول صلى الله عليه وسلم مكبرا: " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها " ثم رفع المعول ثانية وهوى على الصخرة، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة ، وهتف الرسول صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر أعطيت مفاتيح الروم، ولقد أضاء لي منها قصور الحمراء، وإن أمتي ظاهرة عليها " ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد ، وهلل الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوماً ، فصاح المسلمون هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله.
هذا ما حدث يوم الخندق ـ الذى أشار به سلمان ـ من مشاهد انتصار للمسلمين ، ومشاهد اندحار للمشركين ، فوقف الأنصار يقولون : سلمان منا ، ووقف المهاجرون يقولون : بل سلمان منا ؛ فناداهم الرسول قائلا : (سلمان منا آل البيت)
لقد كان إسلام سلمان : صدق وهمة ، وبر وتقوى ، وزهد وفطنة ، وهو أشبه الصحاب ؛ بعمر بن الخطاب .
أقام أياماً مع أبى الدرداء فى دار واحدة ، فوجده يقوم الليل ويصوم النهار ، فكان سلمان يؤاخذ عليه مبالغته فى العبادة
، فقال له أبو الدرداء: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي له ؟ فأجاب سلمان: إن لعينيك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً. صم وافطر، وصلّ ونام. فبلغ ذلك الرسول فقال: (لقد أُشْبِعَ سلمان علما) ..
فقد كان رسول الله يطرى خلقه ودينه ، وعلمه وفطنته ، وتوازنه وحكمته  
وانعكس هذا التكريم ، على  نفوس أصحاب الرسول الكريم فحظى فيهم بالمنزلة الرفيعة ، والمكانة السامية ، ففى خلافة عمر جاء سلمان إلى المدينة زائراً ؛ فجمع عمر إخوانه وقال لهم : هيا بنا نخرج لاستقبال سلمان
فخرجوا لاستقباله جميعاً عند مشارف المدينة .
وتظل رايات الإسلام على مدى سنوات ، خفاقة بفضل ما تحققه البطولات من انتصارات ، وكانت الأموال والكنوز تحمل إلى المدينة ، وتوزع على الناس على كافة المستويات ، فأين كان سلمان فى هذا الخضم بالذات ؟ وأين هو من هذا الثراء والرخاء الذى كان ؟
ـ أترون هذا الشيخ الجليل ، الجالس هناك فى الظل الظليل ، يضفر الخوص ويجدله بهدوء وروية ، ويصنع منه مكاتل وأوعية ؟
ـ إنه سلمان إنظروا إلى ثوبه القصير ، الذى وصل إلى ركبتيه ؛ فرغم عطاءه الوفير، يوزع المال الذى يصل إليه ؛ وهو مال كثير بين 4000 و6000 درهم فى العام ، على نحو ما قال :
ـ (أشترى خوصا بدرهم فأعمله ، ثم أبيعه بثلاثة دراهم ؛ فأعيد درهما فيه ، وأنفق درهما على عيالى ، وأتصدق بالثالث ... ولو أن عمر بن الخطاب نهانى عن ذلك ما انتهيت )
هذا سلمان ، واحد من أتباع خير الأنام عليه الصلاة والسلام ، الذين اقتدوا به فى الصدق والتصدق ، والزهد والتقشف ، وتهذيب النفس بمشاعر الرضا والاطمئنان ، فزادهم الله إيماناً على إيمان  
فنحن أمام رجل من أصفهان ، ترك بلاد البذخ والترف والمدنية ، وصولاً إلى الإسلام ، فهو يرفض اليوم المال والثروة والنعيم ، ويصر على أن الاكتفاء فى يومه ، بثلث كسبه من عمل يده .
وهو الرافض للإمارة والتعظيم ، والناصح فى قول حكيم   : (إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميراً على اثنين ، فافعل)
إنه يهرب من الإمارة والمنصب كالمعتاد ، إلا أن تكون إمارة على سرية ذاهبة إلى الجهاد .
ولنسمع جوابه وهو على فراش موته ، متهيئة روحه للقاء ربه ، عندما دخل عليه سعد بن أبى وقاص يعوده ، فبكى سلمان
فقال سعد : ما يبكيك يا أبا عبد الله لقد توفى رسول الله وهو عنك راض
فأجابه سلمان : والله ما أبكى جزعاً من الموت ، ولا حرصاً على الدنيا ، ولكن رسول الله عهد إلينا عهدا فقال : ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب وها أنذا حولى هذه الأساود
قال سعد : فنظرت فلم أر حوله إلا جفنة ومطهرة
فقلت له : يا أبا عبد الله إعهد إلينا بعهد نأخذه عنك ...
قال : يا سعد إذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت  ، وعند يدك إذا قسمت .
لقد حفظ سلمان عهد رسول الله ومع هذا هطلت دموعه حين رأى روحه تتهيأ للرحيل مخافة أن يكون قد جاوز المدى ؛ ليس حوله إلا جفنه يأكل فيها ، ومطهرة يشرب منها ويتوضأ ، ومع هذا يحسب نفسه مترفاً ! .
فهو لم يجعل الدنيا تملكه ، ولم يجعلها مبلغ علمه ، ولا كل همه ، فهى دار فانية، أخذ منها زاد الإيمان فى رحلته للدار الباقية عند الرحيم الرحمن  .
لقد صعدت روحه الطاهرة على أجنحة الشوق للقاء الله الكريم ، إذ كانت على موعد مع حبيبه الأمين ـ رسول رب العالمين ـ ، وصاحبيه أبو بكر وعمر رضى الله عنهم أجمعين ...  فلتنعم يا زاهد ، يا مؤمن ، يا حكيم ؛ بأعلى الجنات ، فى رياض الصالحين المتقين ، وحسن أولئك رفيقاً
لقد كان على بن أبى طالب يصف سلمان : بلقمان الحكيم وسئل عنه بعد موته فقال إنه : (أوتى العلم الأول والعلم الآخر وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر وكان بحراً لا ينزف)....

أسس هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120