Happy Chinese New Year
Website counter
سجل الزوار
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************

زوار الصفحــة اليـــوم

widgeo.net

حالـة الطقس فى مصـر

أرشيف المدونة

عن المدون

صورتي
الكاتبة الأديبة الدكتورة مرفت محرم ـ عضو اتحاد كتاب مصر
شاعرة وكاتبة وأديبة صدر لها : ديوان بهجة الروح ـ وديوان مصر التى ... ـ و كتاب فى ظلال الحياة ـ وكتاب (قطرات من فيض الرسول)ـ ومجموعة قصصية (مفترق طرق) ـ ومجموعة قصصية (النفق) ـ ومشاهد وأحداث (الزلزال)ـ ومجموعة قصصية (سقط سهواً) وتحت الطبع : نبع الحب ـ خيال مصراوى (لوحات مقامية ساخرة) ـ من وحى الطبيعة(مقالات مقامية ) ـ هموم مصرية(شعر)
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

معاذ بن جبل (أعلم أمتى بالحلال والحرام)




Website counter






معاذ بن جبل (أعلم أمتى بالحلال والحرام)

وهو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب وهو من الأنصار ، يكنى أبا عبد الرحمن، فقيه، وعالم إمام ، أسلم وهو ابن ثماني عشرة من الأعوام  ، شهد بدرًا وأحداً والمشاهد كلها مع خير الأنام ، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة الثانية من الأنصار ، وقد آخ رسول الله ؛ بينه وبين إبن مسعود مؤاخاة .
فنحن أمام شخصية عالم وفقيه ، وحكيم نبيه ـ يقضى بين الناس فى خلافاتهم ـ ، ويعلمهم القرآن ويفقههم فى دينهم ، وقد حذا حذو سيدنا سليمان ، فى فصل الخطاب وبلاغة البيان ، وقد كان  يملك العقل والذكاء ، وشجاعة الإقدام ، كسيدنا عمر بن خطاب ، ووصل فى تدينه وحنفيته وإسلامه كسيدنا إبراهيم عليه السلام ، فوصفوه بأنه أمة ، وصدق الوصف بلا جدال .
حتى أن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وصفه فقال :
(أعلم أمتى بالحلال والحرام ، معاذ بن جبل)
وهو أحد الأربعة الذين قال فيهم الرسول : (خذوا القرآن من أربعة : من ابن مسعود وأبى بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبى حذيفة) .
لقيه الرسول ذات صباح فسأله:
ـ "كيف أصبحت يامعاذ"..؟؟
ـ قال:" أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله".
ـ قال النبي:"إن لكل حق حقيقة, فما حقيقة إيمانك"..؟؟
قال معاذ:" ما أصبحت قط, إلا ظننت أني لا أمسي.. ولا أمسيت مساء إلا ظننت أني لا أصبح..
ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها غيرها..
وكأني أنظر إلى كل امة جاثية تدعى إلى كتابها..
وكأني أرى أهل الجنة في الجنة ينعمون..
وأهل النار في النار يعذبون.."
ـ فقال له الرسول:" عرفت فالزم"..
أجل لقد أسلم معاذ كل نفسه وكل مصيره لله , فلم يعد يبصر شيئاً سواه..
سأله الرسول حين وجهه إلى اليمن :
(بما تقضى يا معاذ ؟)
فأجابه قائلا : بكتاب الله
قال الرسول : (فإن لم تجد فى كتاب الله ؟)
قال معاذ : أقضى بسنة رسوله
قال الرسول : (فإن لم تجد فى سنة رسوله ؟)
قال معاذ : أجتهد رأيى ولا آلوا
فتهلل وجه الرسول وقال : الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله
فولاء معاذ لكتاب الله، ولسنة الحبيب ، لا يحجب عقله عن متابعة رؤاه، وعقله النجيب ، لتلك الحقائق الهائلة المستترّة استتاراً، والتي تنتظر من يكتشفها ويواجهها بحسم ، وبلا غموض أو لبس ، جهاراً نهاراً .
ولعل هذه القدرة على الاجتهاد ، والشجاعة في استعمال العقل بذكاء ، هما الميزتان اللتان مكنتا معاذا من هذا الثراء الفقهي الكبير ، الذي فاق به أقرانه واخوانه بكثير ، حتى صار ـ كما وصفه الرسول الخبير بصحابته ، المقدر لمكانة المسلمين العاملين من أمته ـ :(أعلم الناس بالحلال والحرام).
وها هو عائذ الله بن عبدالله ، بعد أن دخل المسجد يوما مع أصحاب الرسول ، في أول خلافة عمر....فيقول :".... فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون، كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحلقة شاب شديد الأدمة، حلو المنطق، وضيء، وهو أشبّ القوم سنا، فاذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردّوه اليه فأفتاهم، ولا يحدثهم الا حين يسألونه، ولما قضي مجلسهم دنوت منه وسألته: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا معاذ بن جبل".
وقد كان أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه يستشيره كثيراً ؛ فيدقق الفكرة ويحسن الإشارة ، ويعطى العبرة ، بمهارة وجدارة ... مما حدا بعمر إلى الاعتراف بفضلة ،وبالغ حكمته وغزير علمة ؛ فقال : (لولا معاذ بن جبل لهلك عمر)
هكذا بلغ معاذ هذه المنزلة ، وتلك المكانة المتمكنة ...
فهذا  شهر بن حوشب يقول:" كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا اليه هيبة له"..
تلك الصفات التى أضفت عليه سمات الوقار وتجليات الهيبة والاحترام ، لم تصيبه بالغرور والكبر ، فقد كان طيب الخلق ، طلق الوجه ، سخى اليد  ـ ذهب كرمه وجوده وسخاءه بكل ماله ـ ، راضى النفس ، سمح العفو ، طاهر الذمة والكف
فقد مات رسول الله ومعاذ ما زال باليمن قاضياً للجنود ، يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ، ويقيم الحدود ، ويعلمهم القرآن والفقه والشرع بما حباه الحى الموجود من علم غير محدود .... ثم فى خلافة أبى بكر الصديق يرجع معاذ من اليمن ، وكان عمر قد علم أن معاذا قد أصبح ثرياً وتيسر حاله ، فاقترح على الخليفة أبى بكر أن يشاطره ثروته وماله .
ولم ينتظر عمر رد أبو بكر الصديق ، بل نهض مسرعا عبر الطريق إلى دار معاذ وبكل ما كانت عليه لهفته الشفيفة ؛ألقى عليه مقالته للخليفة .
لكن معاذاً رفض رأى عمر ، فتركه الأخير وانصرف ، بعد أن ناقشه معاذ ؛ فهو طاهر الكف والذمة والشرف ، لقد أصبح ثرياً بالحلال ، دون أن يقترف إثماً ، أو يقترب شبهة فهو أفقه من عُرف
وفى صباح اليوم التالى عليه ، ذهب معاذ إلى عمر ، ليعانقه ، وتفر الدموع من عينيه ، وهو يعتذر إليه ، ويروى عليه ما رأى: (لقد رأيت فى منامى أنى أخوض حومة ماء ، أخشى على نفسى الغرق ، حتى جئت وخلصتنى يا عمر) .
فنظر عمر إلى معاذ ، نظرات رضا واعتزاز ، وذهبا معاً إلى أبى بكر ، فطلب معاذ أن يشاطره ماله ، فقال أبو بكر : لا آخذ منك شيئاً
فنظر عمر إلى معاذ وقال له : الآن ، حلَّ وطاب
تعلم قارئى الكريم ، علم اليقين ، أنه ما كان لأبو بكر الورع ؛ أن يترك لمعاذ درهماً واحداً لو علم أنه أخذه بغير حق أو ظلم ، وما كان عمر متجنياً ، على معاذ بن جبل ، بتهمة أو ظن سوء فيمن له من قبل شهد ، وإنما هو عصر القيم والمُثل ، والنموذج الفريد لمن أراد من النجب ، التسابق للكمال والاقتداء بالنخب .
ونتتبع هجرة معاذ إلى الشام ، حيث عاش بين أهلها والوافدين عليها شهوراً وأياماً، معلماً وفقيهاً وقاضياً هماماً ،  وما أن مات أميرها أبو عبيدة ـ وهو الصديق الحميم لمعاذ ـ حتى استخلفه عمر على الشام ؛ وهو يقول :
ـ لو استخلفت معاذ بن جبل فسألنى ربى :(لماذا استخلفته؟) لقلت :سمعت نبيك يقول : (إن العلماء إذا حضروا ربهم ـ عز وجل ـ ، كان معاذ بين ـ أيديهم) .
هذه شهادة من النبى فيه ، وعُمر يستعين بها فيوليه حكم الشام ، حيث توفى بعد بضعة شهور ، وهو لم يجاوز عمره ثلاثاً وتلاثين عام  !
وفى سكرات الموت تنطق حقيقة كل حى من الأحياء ، فى حكمة بالغة وشفافية نورانية وصفاء ، معبرة عن إيمانه العظيم ، وصدق اليقين ، وهو يناجى ربه الكريم :
ـ "اللهم إنى كنت أخافك لكننى اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أنى لم أكن أحب الدنيا لجرى الأنهار ، ولا لغرس الأشجار  ، ولكن لظمأ الهواجر ، ومكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر" .
وبسط يمينه كأنه يصافح الموت وهو يقول : مرحبا بالموت ، حبيب جاء على فاقه
قال عمر بن الخطاب : سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة .
إنها قصة رجل من أحكم الرجال ، وبطل من أعظم الأبطال ، الذين التفوا حول الرسول الكريم ، مؤديين حق العلم والشرع والدين ، فرحمة الله عليك يا سيد الشباب ، وفقيه زمانك ، وقدوة حكامك ومحكوميك ، ياقاضى العدل ، ياورع ، ياتقى ياحكيم .... يا من عدلت فى ميزان العلم والحكمة أمة من الأتقياء الموحدين
فلنحيى ذكراه فى كل مكان وزمان ، ونقتبس من نوره وورعه وهداه ، شعلة اليقين ، التى تضىء العقل والقلب والوجدان حتى نلقاه .... بإذن الله رب العالمين .

أسس هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120