Happy Chinese New Year
Website counter
سجل الزوار
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************

زوار الصفحــة اليـــوم

widgeo.net

حالـة الطقس فى مصـر

أرشيف المدونة

عن المدون

صورتي
الكاتبة الأديبة الدكتورة مرفت محرم ـ عضو اتحاد كتاب مصر
شاعرة وكاتبة وأديبة صدر لها : ديوان بهجة الروح ـ وديوان مصر التى ... ـ و كتاب فى ظلال الحياة ـ وكتاب (قطرات من فيض الرسول)ـ ومجموعة قصصية (مفترق طرق) ـ ومجموعة قصصية (النفق) ـ ومشاهد وأحداث (الزلزال)ـ ومجموعة قصصية (سقط سهواً) وتحت الطبع : نبع الحب ـ خيال مصراوى (لوحات مقامية ساخرة) ـ من وحى الطبيعة(مقالات مقامية ) ـ هموم مصرية(شعر)
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بلال بن رباح (مؤذن الرسول)




Website counter






بلال بن رباح (مؤذن الرسول)

بلال بن رباحة الحبشي،، أبو عبد الله، صحابي جليل ، كان عبداً ذليلاً ، من عبيد قريش المشركين ، أعلن إسلامه فعذبه سيده أمية بن خلف عذاباً أليماً ، فابتاعه أبو بكر الصديق وأعتقه لله رب العالمين ، أشتهر بصبره على التعذيب ، وقوله العجيب : أحد ... أحد ، وقد كان صوته من أجمل الأصوات ، فكلفه الرسول بمهمة الآذان.للصلوات ...
وكان بلال مؤذن الرسول ، شديد السواد  ، نحيف العود ، مفرط الطول ، ويكنى أبا عبد الله ، وقيل أبا عبد الكريم ، وقال بعضهم يكنى أبا عمرو .
وقد شهد بدراً والمشاهد كلها مع خير الأنام ، وكان من السابقين إلى الإسلام ، وإنه ما كان يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه ؛ إلا ويحنى رأسه من طول ، ويغض طرفه ، وتسيل دموعه ويقول : إنما أنا حبشى كنت بالأمس عبداً .
فهيا بنا قارئى الكريم نستعيد مواقف وأحوال ، بلال بن رباح مؤذن الإسلام ، وصادق الإيمان ، والمتحمل فى سبيل عقيدته ما تنوء بحمله الجبال ، من عذاب وأهوال
وبهذه المواقف المروية ، التى سيأتى ذكرها الآن ، يتضح للعيان ، عمق هذا الإيمان ، الذى تغلغل فى تلك القلوب النورانية ، التى أضاءت بالأفعال لا بالأقوال طريق الهداية الإسلامية ، فتبوأت المكانة والمكان ، الذى تستحقه فى الأرض والسماء ، منذ عهد خاتم الأنبياء وإلى الآن :
إسلام بلال وتحمله العذاب :
أسلم العبد بلال على يد رسول الله الكريم ، وظل كاتماً إسلامه خشية مولاه أميه بن خلف اللعين .وقومه المشركين ... لكنه مالبث بعد حين أن دخل الكعبة وفيها ما فيها من أصنامها ، وقريش كانوا في ظهرها ، فجعل يبصُقُ عليها ويقول ساخراً من عبادتهم لها :(خابَ وخسرَ من عبدكُنّ) .
فدارت الأرض برؤوس أسيادة من بنى جمح المشركين ، الذين يملأهم الغرور والكبر والخوف على مكانتهم ، وضياع هيبتهم ، عند سماع خبر إسلام عبد من عبيدهم ، ويقول فيهم أميه بن خلف اللعين : إن شمس هذا اليوم لن تغرب ، إلا ويغرب معها إسلام هذا العبد الآبق !
ولكن شمس الإسلام لم تغرب عن بلال كرغبة أمية ، بل غربت عن الأصنام والعبادة الوثنية.....
فهاهم يقبلون عليه ، عاقدين العزم على إثنائه عن دينه الجديد ، فيبدأون معه رحلة التعذيب ؛ يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة ، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ، ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه : أذكر اللات والعزى فيجيبهم:أحد...أحد.، واذا حان الأصيـل أقاموه، وجعلوا في عنقـه حبلاً، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها، وبلال لا يقول سوى: أحد...أحد ...
قال عمار بن ياسر: "كلٌّ قد قال ما أرادوا - ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال " ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول: أحد...أحد فقال: "يا بلال أحد أحد، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً أي بركة".
وعندما يأتى الليل يساومونه كالشياطين ، على أن يقول فى الصباح كلمات خير فى آلهة المشركين : قل ربى اللات والعزى لنتركك وشأنك ، فقد تعبنا من تعذيبك ، كأننا نحن المعذبون ؛ فيهز رأسه فى إصرار وتصميم ، وعزم ويقين ويقول : أحد .. أحد ؛ ويلكزه أميه بن خلف لكزاً، وينفجر منه غيظاً ويصيح : أى شؤم رمانا بك يا عبد السوء ؟ واللات والعزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلا ، فيجيب بلال فى ثبات ويقين وعظمة المحب العاشق للدين : أحد ... أحد . فلقد ضرب بلال المثل للبشرية جمعاء ، فى صدق الإيمان والعزم على تحمل الابتلاء ، فى سبيل نصرة دين رب الأرض والسماء
وتبدأ مرحلة جديدة من مراحل المساومة ، يقوم بها من وكل إليه تمثيل دور الرفيق به ، والمشفق عليه ، فيقول : خل عنك يا أمية واللات لن يعذب بعد اليوم ، إن بلالاً منا ؛ أمه جاريتنا ، وإنه لن يرضى أن يجعلنا بإسلامه سخرية قريش ومسختها !.
فينظر بلال إلى وجوههم وكذبهم ، ويقول فى هدوء يزلزل كيانهم : أحد ... أحد ؛ فيعاودون التعذيب من جديد ...
وذات يوم ، كان أمية بن خلف يضرب بلالاً بالسوط ضرباً مبرحاً ، فمرَّ عليه أبو بكر ، فقال له: يا أمية ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ إلى متى ستظل تعذبه هكذا؟ فقال أمية لأبي بكر: أنت أفسدته فأنقذه مما ترى، وواصل أمية ضربه لبلال، وقد يئس منه ، فطلب أبو بكر شراءه ، وأعطى أمية ثلاث أواق من الذهب نظير أن يترك بلالاً ، فقال أمية لأبي بكر الصديق: فواللات والعزى، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها ، فقال أبو بكر: والله لو أبيت أنت إلا مائة أوقية لدفعتها.
أعتقه أبو بكر منه ، وحرره من فوره .، وانطلقا إلى رسول الله ليبشراه ، فكان عيداً سعيداً ، ونصراً مبيناً ، وخبراً عظيماً .
وبعد هجرة الرسول إلى المدينة واستقراره بها ، شرع للصلاة آذانها ، واختار رسول الله عليه الصلاة والسلام  بلال بن رباح ليكون أول مؤذن للإسلام ، بصوته الشجى ، العلى القوى ، الذى يملأ أفئدة الناس بالإيمان ، وهو يرفع الآذان :
"الله أكبر" "الله أكبر" "الله أكبر""الله أكبر"  "أشهد ان لا إله إلا الله" "أشهد ان لا إله إلا الله" "أشهد أن محمداً رسول الله" "أشهد أن محمداً رسول الله" "حيّ على الصّلاة" "حيّ على الصّلاة" "حيّ على الفلاح" "حيّ على الفلاح" "الله أكبر" "الله أكبر" "لا إله إلا الله" .
وعاش بلال مع رسول الله يشهد معه المشاهد ويؤذن للصلاة ويحيى شعائر هذا الدين العظيم الذى أخرجه من الظلمات إلى النور ، ومن العبودية إلى الحرية
متذكراً بوفاء موقف الصديق أبو بكر الصديق فقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال : كيف تفضِّلوني عليه، وإنما أنا حسنة من حسناته!
ومن أقوال عمر بن الخطاب فى هذا المقام : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا (بلالاً) .
ويجىء فتح مكة، ويدخل الرسول الكعبة ومعه بلال ، فيأمره أن يرفع الآذان ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة.
(حدثنا قتادة عن القاسم بن ربيعة عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله : نعم المرء بلال وهو سيد المؤذنين ).
وعلا شأن الإسلام وشأن المسلمين،  وبلال يزداد قربا من قلب الرسول الكريم الذى قال عنه المبعوث رحمة للعالمين : (أين أنتم عن بلال؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟)
وظل بلال يؤذن للصلاة ، إلى أن رحل رسول الله ، وكان آخر آذان لبلال يوم وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وعندما فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس ، توسل المسلمون إليه أن يحمل بلالاً على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا عمر بن الخطاب بلالاً، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبداً، وكان عمر أشدهم بكاءً.
لقد اختار بلال المرابطة فى سبيل الله إلى أن يلقى الله ...وهاهو يصل إلى نهاية رحلته فى الحياة الدنيا ، وتقول زوجته : وا حزناه فيكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت ويقول : لا تقولي واحزناه، وقولي وا فرحاه ثم قال : غداً نلقى الأحبة ، محمداً وصحبه
هذه قطرة من فيض أحد رجالات الرسول وصحابته الأطهار ، تروى لنا صلابة العقيدة السليمة والثبات على اليقين بعزم وإصرار ، فكان جزاؤهم الجنة مع الصديقين والشهداء الأبرار: ( روى أبو هريرة أن النبي قال لبلال عند صلاة الفجر : يا بلال حدثني بارجى عمل عملته في الإسلام فاني سمعت دق نعليك بين يدي الجنة ) متفق عليه
فلنأخذ الدروس الجامعة ، والعبر النافعة ، من تلك الرحلة الإيمانية الرائعة ، التى أمضاها عبد حبشى نال مانال ، بفضل إخلاصه لدين الإسلام ، فعليك السلام يا بلال فى كل آن وأوان ، عليك السلام يا حبيب رسول الله عليه الصلاة والسلام ، عليك السلام يا حبيب الله الرحيم الرحمن ..

أسس هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120