Happy Chinese New Year
Website counter
سجل الزوار
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************

زوار الصفحــة اليـــوم

widgeo.net

حالـة الطقس فى مصـر

أرشيف المدونة

عن المدون

صورتي
الكاتبة الأديبة الدكتورة مرفت محرم ـ عضو اتحاد كتاب مصر
شاعرة وكاتبة وأديبة صدر لها : ديوان بهجة الروح ـ وديوان مصر التى ... ـ و كتاب فى ظلال الحياة ـ وكتاب (قطرات من فيض الرسول)ـ ومجموعة قصصية (مفترق طرق) ـ ومجموعة قصصية (النفق) ـ ومشاهد وأحداث (الزلزال)ـ ومجموعة قصصية (سقط سهواً) وتحت الطبع : نبع الحب ـ خيال مصراوى (لوحات مقامية ساخرة) ـ من وحى الطبيعة(مقالات مقامية ) ـ هموم مصرية(شعر)
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الرسول والرسالة




Website counter






الرسول والرسالة

ونحن بصدد الحديث عن الرسول والرسالة ، أصطحبك عزيزى القارىء لنطلع على الحالة الآنية ، التى توضح بصورة جلية ؛ كنه الشخصية وعظمتها ، وقوة إيمانها وثباتها وصلابتها الشجاعة ، المقاومة للمساومات والمراوغات الخداعة ، الهادفة لصرفه عن المهمة التى بعث لأجلها ، بغية إلهائه عن تبليغها ...
لكن هيهات ، فقد قاوم كل الإغراءات ، وتحمل كل الإهانات والتهديدات  بثباته على عقيدته ، وحرصه على إتمام دعوته ، ونشر رسالته التى كلفه بها الله ، متوكلاً عليه فى مسعاه
صدع الرسول بالرسالة بروح المؤمن الثابت الرصين ، متمسكاً بقوة يقين ؛ بنصرة الله رب العالمين
ولنبدأ سويا رحلتنا الإيمانية ، لنشاهد مواقفه الإنسانية ، من تلك الاختبارات والابتلاءات القوية
موقفه من عمه أبى طالب :
حين قال له ـ وياله من قول خطير ـ : إن قريشا تشدد عليه النكير ، بسبب ما يبسطه عليه من حماية ، وما يوليه له من رعاية ، وإنه ـ على كبر سنه ومكانته ـ ، مهدد باجتماعهم على مقاطعته وعداوته
وقد قالوا له : إنا والله لا نصبر على هذا ؛ من شتم أبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا ، حتى تكفه عنا ، أو ننازله وإياك ، حتى يهلك أحد الفريقين ....
فتقدم عمه إليه كناصح أمين ، قائلاً له بقلب شفيق : فابق علىَّ وعلى نفسك ، ولا تحملنى من الأمر مالا أطيق
هذا عمه ، حصنه الأوحد وحاميه ، يوشك أن يتخلى عنه ويصديه ، ولن يكون بعد هذا الموقف المحدد ، إلا الهلاك المؤكد ، إما هذا وإما أن يخرج عمه ويبقى على حمايته له ، فيتعرض معه لمخاطر مهلكة ، فى تلك المعركة غير المتكافئة .... تلك بحق معضلة شائكة.
فعمه هو الذى ربى وكفل ، بعد جده الذى رحل  .... إنه الذى دلل وأعز هذا اليتيم ، ومحمد أوفى الناس بالمعروف وأحفظهم للجميل ، وأبقاهم على الوداد ، وأبر وأقسط العباد أجمعين ، فأى حرج شعر به أمام ذلك الرجاء ؟ وأى تورط هذا الذى جاء على لسان كافله ومربيه ؟ وأى امتحان لمعرفة البر وعرفان الجميل والنخوة التى كانت صفات أساسية فيه ؟
إن الامتحان النفسى فى هذا المقام ، والإكراه المعنوى والضغط الأدبى الذى كان ، لهو أعنف آلاف المرات ، من اللطمات والبصقات والسخرية واللوم ، التى كيلت له من سفهاء القوم .
وأطرق محمد إطراقة تعبر عن حزنه وهمه ، فقد كان هلاكه أهون عليه من تخييب رجاء عمه .... إلا أن ما يحمله من أمانة ، وما أمره الله من تبليغ للرسالة ، جعله ينطق بشجاعة الإيمان ورسوخ اليقين :
ـ "ياعم ! والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى شمالى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته"
ولم يخذل العم الشهم الكريم إبن أخيه فى موقفه الثابت على الحق المتمسك باليقين ، بل ثابر على نصره  وقال له بحنان واطمئنان ، وهو مأخوذ بذلك الإيمان :
ـ إذهب يابن أخى فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشىء تكرهه أبداً
الموقف الثانى :
هؤلاء ذؤابة قومه (قريش) عند الكعبة يجتمعون ، ويرسلون إليه رسولهم يقول :
ـ يا محمد إنا واللات ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك ، فإن كنت إنما جئت بهذا الحدث تطلب به مالا ؛ جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت إنما تريد به الشرف فينا ؛ فنحن نسودك علينا ، وإن كنت تريد به ملكا ؛ ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك ؛ بذلنا أموالنا فى طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك
هو إذاً ملك حاضر بغير عناء ، وثراء يأتى دون انتظار ، لبذل جهد واصطبار.... فأى مساومة هذه التى كانت رأس المساومات ؟ وأى أفكار تلك التى زانت هذه الإغراءات ، إغراءات لو عرضت على غيره لقبلها ، بل وسال لعابه لها ، لكنه واجهها برفض قاطع بات ، عبر عنه بحسام الكلمات ، ذات المغزى العميق والدلالات :
ـ "مابى وما تقولون ! ماجئت بما جئتم به أطلب أموالكم ، ولا الشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ؛ ولكن الله بعثنى إليكم رسولا ، وأنزل علىَّ كتابا ، وأمرنى أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ، فبلغتكم رسالات ربى ، ونصحت لكم ؛ فإن تقبلوا منى ماجئتكم به وهو حظكم من الدنيا والآخرة ، وإن تردوه علىَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم"
كلمات نطقها الرسول الكريم ، المبعوث رحمة للعالمين ، أثبتت عن يقين ، أنه المكلف بالبلاغ الأمين ، فلا مأرب له من وراء دعوته ، غير إنقاذ قومه وأمته من الشرك والضلال المبين ، وقد استنفدت المآرب بشكل كامل فى ذلك العرض الشامل  من الجاه العريض إلى الملك العضوض
ولكن ما الملك ؟ وما الجاه ؟ وما الثراء ؟
هباء هو .... بل أهون من الهباء
وفى أى وقت يقول هذا ؟
فى وقت عز فيه النصير من البشر، وطارده السفهاء بالأذى فى قريش وغير قريش أينما ذهب ، يقوم بأمانة الدعوة فى قلوب كالحجر ؛ حتى حزبه الأمر ، وبلغ منه الضيق مبلغه فتوجه ‘لى الله بمناجاة  :
ـ ـ "اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهو انى على الناس يا أرحم الراحمين أن رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى ؟ إلى بعيد يتجهمنى ، أم إلى عدو ملكته أمرى ؟ إن لم يكن بك علىَّ غضب فلا أبالى ولكن عافيتك هى أوسع لى ... أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك أو يحل علىَّ سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك"
هكذا كانت المناجاة ، تعبير عن خشية من الله ، أن يكون هذا الضرب والشج والتحقير غضب منه عليه ، فإن لم يكن ربه غاضباً عليه فلا يبالى بما يفعلون ، بل كان دائماً يقول "اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون"
إن هذا هو الصدق الصادق لهذا الرسول الكريم ، الشجاع الصبور ، المؤمن برسالته الجهور بها ، المدافع عنها ، المتحمل فى سبيل توصيلها ؛ هذه المواقف ومثيلاتها .... فلم يهتز إيمانه ، ولم يغير موقفه منها ، وظل على حاله من الإصداع بالرسالة التى أوصاه الله بها
هاهى شخصية الرسول وعظمته ، وإيمانه وتقواه وزهده ، ووفاءه بعهده ، وتركه الدنيا والفوز برضا ربه ، وإتمام دعوته :
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا) المائدة 3
والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين 

أسس هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120